لماذا تكرار نفسك ليس مزعجًا – بل هو عبقرية (صدقني، لقد تعلمت ذلك بالطريقة الصعبة)
"هل تساءلت يومًا لماذا يصرّ المسوقون دائمًا على القول: 'استمر في تكرار نفسك'؟ إليك قصة شخصية عن التغلب على الخجل، فهم جمهورك، ولماذا التكرار هو المفتاح لتُسمع."
12/13/20241 دقيقة قراءة


يقولون دائمًا في عالم التسويق: "لا تتوقف عن التكرار"؟ استمر في التحدث عن منتجك، خدمتك، هويتك، وما تقدمه—مرارًا وتكرارًا.
بصراحة، لفترة طويلة، لم أفهم هذا الأمر. كلما شاهدت فيديو أو قرأت رسالة إخبارية لشخص يكرر نفسه باستمرار، كنت أشعر بالملل. أحيانًا، كنت أشعر بالانزعاج. كنت أفكر: لماذا؟ لماذا تستمر في قول نفس الشيء؟ أنا أتابعك منذ شهور—أنا بالفعل أعرف هذا الكلام. لكنهم استمروا. ودائمًا ما كانوا يقولون: لا تمل من التكرار. فقط استمر.
في البداية، لم يكن لهذا أي معنى بالنسبة لي. أعني، أليس هذا مبالغًا فيه؟
و لكن الحقيقة هي جزء من هذا النقد كان مجرد عذر لكي لا أضع نفسي في الواجهة، أنا شخص خجول بطبيعتي. لست من النوع الذي يخرج للعالم بسهولة ليقول: "مرحبًا، يا جماعة، انظروا إليّ! هذا أنا، وهذا ما أفعله!" لذلك عندما كنت أرى الناس يكررون أنفسهم مرارًا وتكرارًا، كنت أقول لنفسي: هذا كثير جدًا. لن أفعل ذلك.
على سبيل المثال، عندما بدأت أنشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، كنت أحيانًا أفكر في صنع فيديو بسيط لتعريف نفسي لجمهوري. شيء بسيط مثل: "مرحبًا، هذا قناتي. أنا أنشر هذه الفيديوهات لأنني مهتمة بهذا الموضوع، وآمل أن يستفيد أحد منها." لكن في كل مرة، كنت أشعر بالحرج من الفكرة. كيف أظهر بهذا الشكل؟
كنت أفكر: إذا أحب الناس محتواي، سيشاهدونه. لماذا عليّ أن أشرح نفسي مرارًا وتكرارًا؟
ثم حدثت معي تجربة غيرت نظرتي تمامًا. كنت أعمل في مطعم جديد، وكانت واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها هي تعريف الناس بما نقدمه. لذا، قمنا بوضع صور ضخمة على الجدران—صور للطعام، علامات تبيّن الخيارات النباتية والخالية من الغلوتين، وحتى لافتة كبيرة مكتوب عليها "أكل شوارع برازيلي." كان كل شيء واضحًا تمامًا.
وفي إحدى الأمسيات، جاءت فتاة ووقفت لعدة دقائق تحدق في الصور، ثم ركضت نحونا وسألت: "ما نوع الطعام الذي تقدمونه؟ ما هي نوعية المطبخ هنا؟" نظرت اليها مذهولة، كيف تسأل هذه الأسئلة و اسم المطعم مكتوب بالخط العريض.
ثم سألت: "هل لديكم خيارات نباتية؟" وهذا كان مكتوبا أيضًا—نباتي، خالي من الغلوتين ٫٫ الخ
أدركت في تل اللحظة أن حقا الناس لا ينتبهون دائمًا. لا يقرؤون العلامات، حتى لو كانوا ينظرون إليها مباشرة.
رسخت هذه الحادثة فكرة "لا تتوقف عن التكرار." فالناس ينسون. يتجاوزون التفاصيل. هم مشغولون. وأحيانًا، يحتاجون فقط أن يسمعوا الأمر مباشرة منك—من الشخص المسؤول، المبدع، أو الشخص الذي يعمل خلف الكواليس.
الآن، عندما أرى هؤلاء المسوقين يكررون أنفسهم في الفيديوهات أو الرسائل، لم أعد أشعر بالانزعاج. فهمت الان. لأن هدفهم ليس إزعاج الناس أو المبالغة. و إنما يتعلق المر بالتأكد من أن رسالتهم وصلت، لأن الحقيقة هي: ليس الجميع ينتبهون بقدر ما نظن.
وهذا أمر عاديعادي. لأن التكرار ليس مجرد إعادة قول نفس الشيء—بل هو ضمان أن قصتك سُمعت.
للتواصل معنا