كيف تحوّل سعيي وراء حلمي في التسويق إلى مفاجأة غير متوقعة

"السعي وراء حلم الالتحاق بمدرسة تسويق أدى إلى دروس غير متوقعة. هذه القصة الشخصية تستكشف النمو، التحديات، وإيجاد المعنى الذي يتجاوز الهدف."

عائشة

12/13/20241 دقيقة قراءة

لطالما حلمت بالالتحاق بكلية إدارة الأعمال أو التسويق. كان هذا الحلم واحدًا من تلك الأهداف الكبيرة التي تراودني كثيرا. الجميع يقول إن دراسة مجالات مثل إدارة الأعمال، التسويق، أو تكنولوجيا المعلومات تفتح لك الكثير من الأبواب في سوق العمل. وبصراحة، كوني أتيت من خلفية أدبية، أثرت هذه الفكرة فيّ كثيرًا، و لنكون نكون واقعيين—شهادات الأدب لا تحظى بنفس الاحترام في سوق العمل.

على أي حال، وكأي شخص يحاول اكتشاف طريقه، قررت التقديم إلى كلية إدارة الأعمال. و قبل أن أضغط على زر "إرسال"، كنت أعرف تمامًا ما أريد. كنت أريد أن أفهم التسويق—ليس فقط فهمًا سطحيًا، بل فهمًا عميقًا. لم أكن أرغب في مجرد دراسة النظريات؛ كنت أريد أن أتعلم الجوانب العملية والتطبيقية أيضًا.

لذا، انغمست في كل المحتوى المجاني الذي يمكنني العثور عليه—فيديوهات، مقالات، دورات تدريبية. تعلمت الكثير! وبصراحة، اعتقدت أن لدي فهمًا جيدًا للتسويق. لكن—وأعتقد أنك ستفهم قصدي—هناك فرق شاسع بين أن تتعلم شيئًا وبين أن تطبقه على أرض الواقع. مشاهدة مقطع فيديو تعليمي على يوتيوب لا يجهزك فعليًا للفوضى التي ترافق مشروعًا حقيقيًا في العالم الواقعي.

ثم جاءت اللحظة التي التحقت فيها بالكلية ووجدت التخصص الذي كنت أبحث عنه.

وهنا…

حسنًا، لم تسر الأمور كما توقعت.

المدرسة؟ كانت مكثفة للغاية. مجرد نظريات—نظريات ثقيلة وجافة، ولم أستطع أن أستوعب كل شيء على الإطلاق.

التدريب؟ كان في شركة ناشئة لم يكن لديها حتى قسم للتسويق بعد. لذلك، لم أتمكن من تطبيق أي شيء مما تعلمته، وكان هذا محبطًا للغاية.

أما الحافز؟ فقد، اختفى بسرعة كبيرة.

لكن المضحك في الأمر أنني الآن أرى الأمور بشكل مختلف. الحياة تشبه إلى حد كبير شراء كتاب بعنوان رائع يجذبك. تتخيل القصة كلها—الشخصيات، الحبكة، التقلبات—قبل أن تبدأ حتى بقراءة الصفحة الأولى. ثم تكتشف أثناء القراءة أن القصة مختلفة تمامًا عما تخيلته. في البداية، قد تشعر بخيبة أمل وتقول لنفسك: "لماذا لم تكن القصة كما توقعتها؟" لكنك تدرك لاحقًا أنه لو كانت القصة تمامًا كما تخيلتها، فما الفائدة من قراءتها؟ المفاجآت، الدروس، والتجارب غير المتوقعة هي ما يجعل الأمر ممتعًا ويستحق العناء.

هذا بالضبط ما أراه الآن في رحلتي مع كلية التسويق. لم تكن كما توقعتها، لكن التجربة نفسها علمتني الكثير. أحيانًا، الأمر لا يتعلق بالوصول إلى الهدف الذي حددته؛ بل يتعلق بكل ما تتعلمه على طول الطريق. وبصراحة؟ هذا أفضل بكثير.