كيف غيرت حياتي قبل الحصول على المال
كبرتُ وأنا أعاني دائمًا مع المال—كان طلبه مخيفًا، وكان الحلم يبدو مستحيلًا. لكن كل شيء تغير عندما توقفت عن انتظار المال وبدأت بمطاردة حلمي بدلًا من ذلك. كيف ساعدني الوضوح، والمثابرة، وقليل من الشجاعة على تغيير حياتي—خطوة بعد خطوة.
عائشة
2/20/20251 دقيقة قراءة


عندما بدأت هذه المدوّنة، كنت أعرف تمامًا ما أريد—مشاركة تجاربي، والدروس التي تعلمتها، والعقبات التي واجهتها، والأفكار التي ساعدتني على التعامل مع الفوضى في حياتي. لكن عندما نظرت إلى كتاباتي، أدركت أنني انجرفت نحو الأفكار المجردة، وأصبحت أُجمل المفاهيم بدلًا من مشاركة حقيقة ما مررت به حقًا.
لهذا اليوم، أريد أن أعود خطوة إلى الوراء. أريد أن أقدم نفسي ليس فقط من خلال الأفكار، ولكن عبر القصص التي صنعتني. وإذا كان هناك شيء واحد ميّز حياتي المبكرة، فهو هذا: المال كان دائمًا مشكلة.
نشأتي في وسط فقير
لم يكن المال مجرد مشكلة في طفولتي—بل كان ظلًا يلاحقني في كل مكان. كان هو الذي يحدد ما يمكنني فعله وما يمكنني حتى التفكير فيه. كان هو الذي يقرر أحلامي قبل أن أمتلك الفرصة لأحلم بها أصلًا.
قضيت جزءًا من طفولتي مع عائلة والدتي. كنا فقراء—فقراء جدًا. نشأنا بشعور أن هذا العالم لم يُخلق لنا. لم يكن الأمر يتعلق فقط بعدم امتلاك الأشياء، بل بعدم القدرة على تخيل حياة تتجاوز حدود المعاناة. عندما تنشأ في مثل هذه الظروف، يصبح الحلم نوعًا من الرفاهية.
لاحقًا، انتقلت للعيش مع والدي. كان ميسور الحال، لكن ماله لم يكن بالنسبة لنا موجودا. كان يعيش بفلسفة التقشف الصارم—الإنفاق فقط على الضروريات، وحتى الضروريات لم تكن مضمونة بالكامل. طلب أي شيء إضافي كان خارج النقاش.
وأتذكر جيدًا الخوف من طلب المال.
أتذكر حاجتنا إلى شيء بسيط مثل المعكرونة للعشاء، وشعوري بالرهبة من الذهاب إليه لطلب المال. لم يكن الأمر مجرد الخوف من الطلب نفسه، بل من طريقته في الرد، من صلابته، من لغة جسده التي كانت تصرخ بالرفض حتى قبل أن أفتح فمي. لم يكن يصرخ، لكن خيبة أمله كانت مسموعة بوضوح.
في بعض الأحيان، كنت خائفة جدًا من مواجهته لدرجة أنني كنت أكتب له رسائل بدلًا من أن أطلب المال وجهًا لوجه. كنت أضع الورقة على الطاولة وأنتظر الرد، لأنه كان من الأسهل مواجهة صمته على مواجهة نظراته القاسية.
كبرتُ وأنا أؤمن بأن المال ليس لي، بأنني لا أستحقه، بأنه ليس شيئًا يمكنني المطالبة به.
ومن هنا، توقفت عن الحلم بكل شيء يتطلب المال. كنت أحب الفن، الموسيقى، الكتابة، الرياضة—كنت أعرف أن لدي الموهبة، لكنني لم أسمح لنفسي أبدًا بمطاردة أي منها. لماذا؟ لأنني كنت أعرف أن كل هذا يحاج المال و من المستحيل أن أحصل عليه.
النقطة الفاصلة: حلم أكبر من المال
كل شيء تغير يوم بدأت باستعمال الأنترنت.
في البداية، كان مجرد وسيلة للترفيه—مقاطع فيديو عشوائية تلهيني عن واقعي. لكنني، تعثرت بمحتوى يتحدث عن التنمية الذاتية، عن النجاح، عن كيف غيّر الناس حياتهم.
وصُدمت.
حتى تلك اللحظة، كنت أعتقد أن الحياة شيء يحدث لك، وليس شيئًا يمكنك تغييره بنفسك. لم يخطر ببالي أبدًا أنني قد أكون قادرة على التحكم بمستقبلي.
فبدأت أحلم مجددًا. أحلامًا كبيرة، أحلامًا بدت مستحيلة، لكنها في الوقت نفسه، كانت ضرورية.
أردت مغادرة بلدي. ليس فقط بدافع المغامرة أو التعليم، ولكن لمعرفتي أنه إذا بقيت، فلن أصبح الشخص الذي من المفترض أن أكونه.
لكن المشكلة؟ السفر يتطلب المال—الكثير منه.
كان الاحباط كبيرا في بداية المسار، لكن بعد ذلك، تمكنت من تغيير تفكيري.
بدلًا من أن أقول: "أنا بحاجة إلى المال لتحقيق حلمي"، بدأت أقول: "أنا بحاجة إلى مطاردة حلمي، والمال سيتبعني".
من الحلم إلى الواقع
لم أكتفِ بالحلم—بدأت أتحرك.
بحثت عن كل طريقة ممكنة للسفر. لم أكن أنتظر المال ليظهر—بل بدأت أبحث عن الطرق التي يمكنني أن أغادر بها دون الحاجة للكثير منه. وجدت طريقًا، قسمته إلى خطوات، وركزت على أول خطوة بدلًا من القلق بشأن الرحلة بأكملها.
اقترضت المال. عملت في كل وظيفة يمكنني العثور عليها—تنظيف المنازل، تدريس٫٫، أي شيء يمكن أن يمول خطوة جديدة في رحلتي. وفي كل مرة اقترضت فيها المال، قطعت وعدًا على نفسي بسداده. هذا الوعد أصبح وقودي. لم يكن لدي خيار سوى إيجاد طريقة.
استغرقني الأمر خمس سنوات للحصول على تأشيرتي. خمس سنوات من العمل، من المحاولات، من الاقتراض، من السداد، من البحث عن طرق جديدة للاستمرار. خمس سنوات أثبتت لي أن العائق الوحيد بيني وبين مستقبلي هو مدى وضوح رؤيتي بشأن ما أريد.
ما وراء الوضوح والنجاح
عقلنا مبرمج للبحث عن أنماط للتكيف. هناك جزء من الدماغ يسمى RAS (نظام التنشيط الشبكي)، وهو مسؤول عن التركيز—يعمل كفلتر، يستبعد المعلومات غير الضرورية ويُبرز ما يتماشى مع أفكارنا المسيطرة.
لهذا السبب، عندما تتعلم كلمة جديدة، تبدأ في رؤيتها في كل مكان. ولهذا السبب، عندما تضع هدفًا واضحًا، يبدأ عقلك في البحث عن الفرص بدلًا من الحواجز.
بمجرد أن حصلت على رؤية واضحة لما أريد، تغير كل شيء. بدأت أرى الحلول حيث كنت أرى العقبات. ووجدت أشخاصًا مستعدين للمساعدة. ونعم—المال جاء.
أسطورة المال كعائق
نعتقد أن المال هو ما يعيقنا، لكنه ليس كذلك. ما يعيقنا هو عدم الوضوح.
نحن نعيش في زمن حيث المعرفة والعلاقات أقوى من المال. إذا كان لديك وضوح، وإذا كنت مستعدًا للتحرك، وإذا كنت مستعدًا للسؤال، وإذا كنت مستعدًا للتعلم—المال سيأتي.
فكر في الأمر: أنت شخص بالغ، تعيش في عالم مليء بالفرص. لن تموت جوعًا، لن تصبح مشردًا، ستجد طريقك.
لكن إذا لم تبدأ، فلن تتحرك. وإذا لم تتحرك، فلن تكتشف أبدًا ما هو ممكن.
إذا كان هناك شيء واحد يمكن أن تأخذه مما سبق…
إذا كنت تشعر أنك عالق، إذا كنت تعتقد أن المال هو ما يمنعك من تحقيق أحلامك—توقف عن النظر إلى العائق.
بدلًا من ذلك، حدد حلمك بوضوح. اكتبه. قسّمه إلى خطوات. ثم تحرك. حتى لو لم يكن لديك المال، تحرك على أي حال.
العالم الخارجي يستجيب للوضوح الداخلي.
وهنا النقطة الأهم: نحن لا نطارد المال، نحن نطارد حياة مليئة بالهدف والشغف والمعنى. المال مجرد أداة لبنائها.
لأنه عندما تستيقظ كل صباح وأنت تعمل على شيء يشعل روحك، فهذا هو الثراء الحقيقي.
وعندما تمتلك ذلك؟
المال دائمًا يتبعك.
للتواصل معنا