اليأس لا يبيع: لماذا التوسل من أجل الحب (أو المبيعات) يأتي بنتائج عكسية
"اليأس في العلاقات يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالذنب وعدم التوازن. اكتشف لماذا تفشل الضغوط العاطفية وكيفية بناء علاقات قائمة على الثقة والقيمة المتبادلة."
عائشة
12/18/20241 دقيقة قراءة


سنتحدث اليوم عن النوع الثالث من "البائعين" في العلاقات. الأشخاص الذين يتعلقون بشريكهم أو بمن يعجبون به لدرجة أنهم يكادون يتوسلون للحصول على الحب.
كلنا نعرف هذا النوع بالتأكيد—نجدهم يرددون: "أرجوك، لا تتركني. من فضلك، ابقَ معي. سأضيع من دونك. سأعاني كثيرًا إذا لم ترغب بي. أنا لا أستحق هذا—فقط امنحني فرصة."
يبدو وكأنهم أقنعوا أنفسهم بأن وجودهم بأكمله يعتمد على قبول الشخص الآخر لهم. وبهذا الأمر مؤلم للقلبىو مرهق جدا
هؤلاء الأشخاص يذكرونني ببعض البائعين الذين قد تصادفهم في عالم الأعمال، النوع الذي يكون في غاية اليأس لإتمام صفقة البيع لدرجة أنهم يتوسلون إليك لشراء المنتج. و كأن لسان حالهم يقول: "إذا لم تشتري هذا، سأكون في ورطة كبيرة. عائلتي تعتمد على هذه الصفقة. أطفالي يحتاجون لهذا البيع. أرجوك، ساعدني."
وفي حين أن هذا اليأس قد يلمس عاطفتك للحظة، إلا أنه يخلق شعورًا بعدم الارتياح. يجعلك تشعر بالذنب—ليس لأنك بحاجة فعلية لما يبيعونه، ولكن لأنهم وضعوك تحت ضغط عاطفي.
نفس هذا النوع من الضغط العاطفي يحدث في العلاقات، عندما تجعل شخصًا يشعر بأنه مسؤول عن سعادتك أو رفاهيتك، فأنت لا تبني علاقة متوازنة. بل تخلق شيئًا مبنيًا على الشعور بالذنب، والشعور بالذنب لا يبني علاقة تدوم.
المسألة هنا هي أن التعاطف شعور جميل وطبيعي—لكن يجب أن يأتي بصدق من الشخص الآخر. إذا أجبرت شخصًا على التعاطف معك، قد ينجح ذلك لفترة قصيرة، لكن في النهاية، سيتلاشى تأثيره. والأسوأ من ذلك، قد تأتي النتائج عكسية. قد يبدأ الشخص بالشعور بالاستياء منك لأنك تلاعبت بمشاعره. وقد يصل الأمر إلى أنهم يتوقفون عن الثقة في تعاطفهم تجاهك، لأنه يصبح أشبه بواجب أو عبء بدلًا من أن يكون شيئًا نابعًا من القلب.
وينطبق هذا أيضًا على المبيعات. إذا أظهرت للناس أنك في حالة يأس شديد لإتمام الصفقة، فإن ذلك ينفّرهم. الناس يريدون الشراء لأن المنتج يقدم لهم فائدة، وليس لأنهم يشعرون بأنهم مضطرون لمساعدتك. تخيل لو أن الجميع اشتروا أشياء فقط ليجعلوا البائع يشعر بالتحسن—سنفلس جميعًا!
الأمر نفسه ينطبق على العلاقات. إجبار شخص ما على أن يشعر بأنه مسؤول عن سعادتك لا يخلق حبًا أو ثقة—بل يخلق توترًا وعدم ارتياح. وهذا الشعور بعدم الراحة له عواقب طويلة الأمد. و في النهاية، يبدأ الناس بالابتعاد لأنهم لا يستطيعون تحمل هذا العبء العاطفي إلى الأبد.
لذلك، سواء كنت في علاقة أو في مجال البيع، فإن اليأس ليس الطريق الصحيح. بدلًا من ذلك، أظهر للناس القيمة التي تضيفها إلى حياتهم—أو القيمة التي يقدمها ما تعرضه—ودعهم يختارون بحرية. لأن العلاقات الحقيقية، تمامًا مثل المبيعات الحقيقية، تنبع من فهم صادق ومنفعة متبادلة، وليس من الشعور بالذنب.
للتواصل معنا