البائع الأناني: لماذا الحديث عن نفسك وحده لا يكفي في العلاقات أو الأعمال التجارية

"العلاقات والأعمال التجارية تتشابه أكثر مما تظن. اكتشف كيف يمكن لفهم مبدأ 'تبادل القيمة' أن يُحدث تحولًا في علاقاتك ويبني روابط أعمق وأكثر معنى."

عائشة

12/13/20241 دقيقة قراءة

كنت أفكر في كيف أن مبادئ الأعمال تنطبق على جوانب أخرى في حياتنا—خاصة العلاقات. قد يبدو الأمر غريبًا في البداية، لكن بطريقة ما، نحن جميعًا بائعون ومفاوضون بالفطرة. حتى لو كنا نعتقد أن التسويق والبيع مجرد أمور تخص العالم المهني، فإننا نستخدم نفس المهارات يوميًا في الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين.

خذ العلاقات العاطفية كمثال. لاحظت أن هناك أنواعًا من "البائعين" وهناك نوع معين يلفت انتباهي. دعنا نسميه "البائع الأناني". هذا الشخص هو الذي يقترب من شريك محتمل أو صديق جديد ويبدأ بالقول:

"انظر الي! هذه اهتماماتي، هذه إنجازاتي، هذه أهدافي، عائلتي، هواياتي..." ويستمر هكذا. كل الحديث يدور حوله فقط.

صحيح أن التعريف بنفسك أمر مهم. لكن مع هذا النوع، لا يوجد توازن. إذا ظهرت مشكلة في العلاقة، يكون أول من يقول:

"أنا رائع، المشكلة عندك."

يفوتهم فهم الصورة الأكبر لأنهم لا يضعون أنفسهم مكان الشخص الآخر، لإظهار التعاطف.

وهنا المشكلة—غالبًا ما يتساءلون لماذا علاقاتهم لا تدوم. لماذا يواجهون صعوبة في الحفاظ على صداقات عميقة أو روابط ذات معنى؟

الجواب بسيط: لأنهم لا يُظهرون للشخص الآخر (الذي يمكننا أن نطلق عليه "المشتري") الفائدة التي سيحصل عليها من هذه العلاقة.

فكر في الأمر بهذه الطريقة:

إذا حاول شخص ما بيع منتج لك، وكل ما يفعله هو الحديث عن ميزاته—"مصنوع من المعدن، من هولندا، لديه أربعة أزرار"—لكنهم لا يشرحون كيف سيجعل حياتك أفضل، هل ستشتريه؟ على الأرجح لا، صحيح؟ أنت بحاجة لسماع: "هذا المنتج سيوفر وقتك، سيجعل حياتك أسهل، أو سيحل مشكلة كنت تعاني منها."

العلاقات تعمل بنفس الطريقة. إذا كنت تركز فقط على الحديث عن نفسك—إنجازاتك، أهدافك، حياتك—فأنت تفوت الجزء الأهم: الإظهار للشخص الآخر كيف ان وجودك في حياتهم سيضيف لهم شيئًا مميزًا. ما القيمة التي تقدمها؟

لأن الحقيقة هي: الحياة مليئة بالمعاملات. لا أقصد ذلك بطريقة باردة أو حسابية، لكن فكر في الأمر. نحن لا نستثمر وقتنا أو طاقتنا أو مشاعرنا دون أن نتوقع شيئًا في المقابل. سواء كان حبًا، دعمًا، ضحكًا، أو شعورًا بالأمان—هناك دائمًا نوع من التبادل يحدث. وهذا ليس أنانية—إنها طبيعة بشرية.

لذلك، إذا كنت تريد بناء علاقة قوية، لا يمكنك فقط الحديث عن نفسك. عليك أن تجعل الشخص الآخر يرى كيف ستكون حياتهم أفضل بوجودك فيها. الأمر لا يتعلق بالتفاخر؛ بل يتعلق بخلق رابط يشعر الطرفان بأنه ذو معنى.

ففي نهاية المطاف لا أحد يريد أن يستثمر في شيء—أو شخص—لا يشعر بأنه سيضيف قيمة لحياته، خاصة الأشخاص الذين يدركون احتياجاتهم وأهدافهم جيدًا.

العلاقات، مثل أي شيء آخر، تزدهر بالتوازن. لذا نعم، تحدث عن نفسك، لكن لا تنس أن تُظهر للطرف الآخر كيف أن وجودك يمكن أن يضيف شيئًا جميلًا ومفيدًا إلى عالمهم.